وقّعت العلامة التّجاريّة سنة 2018 اتفاقيّة شراكة مع فريز، وهو معرض رائد للفنون المعاصرة يضمّ أربعة فضاءات حيّة. ذلك ما جعل ريتشارد ميل يصمّم، أكثر من أي وقت مضى، على دعم الأعمال الإبداعيّة. وهو الالتزام نفسه الذي سمح بالتعاون مع مصمم الرقصات بنيامين ميليبي، أو فنان الشارع كنغو. كما أنه الالتزام الذي مكّن ريتشارد ميل من ضمّ دار النشر المعروفة باسم دار دائرة الفنّ للنشر (Éditions Cercle d'Art)، التي تمّ إنشاؤها سنة 1949 بدعم من بيكاسو.
تأسّست علامة ريتشارد ميل التّجاريّة سنة 2001، بناءً على رغبة في كسر المفاهيم السّائدة في مجال صناعة السّاعات الرّاقية آنذاك. تمكّن ريتشارد ميل من تجاوز كل النظريّات السائدة وابتكار صيغة جماليّة جديدة، من خلال تقديم براعة حرفيّة فائقة، ووضع معايير لا تشوبها شائبة، كلّ ذلك مع ضمان الحد الأدنى من الحداثة. انطلاقاً من موديلات جديدة تمّ تجريدها من بعض الجوانب المألوفة في صناعة الساعات، تمكّن من تقاسم شغفه مع الزبائن المتطلّبين من مرتدي السّاعات، على غرار الرياضيين رفيعي المستوى والنساء اللواتي تعلّقن بإبداعاته. تمكّنت العلامة التجارية بفضل عقليتها المستقلة واستخدامها للتقنية السويسريّة المتطورة من الصعود إلى الواجهة الأولى في العالم الحصري والضيق لصناعة السّاعات الفاخرة.
تبدو هذه الشّراكة، التي دامت 3 سنوات، واضحة المعالم اليوم، وهي الأولى من نوعها بالنسبة لقصر طوكيو. يسعى ريتشارد ميل من خلال انخراطه في هذه المساحة المرموقة والمبتكرة بهدف دعمها طوال هذه الفترة، إلى المساهمة في ضمان شعلة الفنون في العاصمة الفرنسية.
يوجد إجماع عام في قصر طوكيو على أنّ "الاضطراب والاختراع يسيران متجاورين. ومن الناحية الفنية، يتمّ التعامل معهما بدقة عالية، وهو أمر غريب جداً. يبذل الفنّانون قصارى جهدهم لاستقصاء ما يحدث في عالم خانق نوعاً ما، ما يمكّن من اختراع لغات أخرى وفتح آفاق جديدة. ويمكن العثور في كثير من الأحيان على هذه الاحتمالات بعيداً عن المسار المهزوم لبيئتهم".
قصر طوكيو هو فضاء منعدم النّظير في باريس. ولا يمكن اعتباره متحفاً بما أنّه لا يحتوي على مجموعات؛ بل إنّه مركز للفن المعاصر، وهو فضاء حيويّ وتجريبي مخصّص للإبداعات الحديثة، لاسيما تلك التي يقوم بها الفنانون الفرنسيون والأوروبيون. سعى قصر طوكيو الذي تم افتتاحه سنة 2002، إلى تغيير القواعد، وذلك من خلال فتح أبوابه في أوقات مختلفة جذرياً عن المؤسسات الثقافية الأخرى في باريس، ومن خلال فتح المجال أمام اختصاصات مثل الرقص والأفلام والفيديو، وتمكّن في غضون 15 عاماً، من اكتساب سمعة دوليّة بفضل عقليّته المستقلّة وقدرته على الإصغاء إلى جمهوره الواسع (نحو 300 ألف زائر سنوياً)، فضلاً عن تنظيم معارض واسعة النّطاق.
فرض قصر طوكيو نفسه بصفته قوّة دافعة وفاعلة في المشهد الثقافي الفرنسي، من خلال استخدام مساحه ضخمة قدرها 22000 متر مربع، لتنظيم معارض مخصّصة لإعادة تسليط الضوء على إنجازات الفنانين القدامى، على غرار المعرض المقام سنة 2012 والمخصّص لأعمال خوليو لو بارك. كما يتمّ استغلال هذه المساحة لتشجيع الجيل الأصغر سناً وإعطائهم فرصة للتعبير عن أنفسهم في إطار ملحمي؛ ونذكر من بين هؤلاء الفنّانين على سبيل المثال: كامي هونرو، وجان جاك لوبال، وقادر عطية، ونيل بيلوفا.