ديدييه دروغبا

ديدييه دروغبا ليس مجرّد نجم عالمي في كرة القدم. خارج الملاعب، ديدييه رجل ذو قلب كبير ومخلص لالتزاماته: فهو يحمل رسالة سلام، وبالخصوص عبر ما يقوم به من أعمال لفائدة "مؤسسة دروغبا".

هو مولع بالسّاعات وبالعلامة التجارية منذ سنوات عديدة، وهو صاحب الرقم القياسي في فريق الكوت ديفوار من حيث الأهداف المسجلّة. ويُعتبر إلى يومنا هذا، مِنْ أفضل المهاجمين في لعبة كرة القدم. ارتدى هذا اللاعب، الذي لقي لدى مشجّعيه إعجابا منقطع النّظير، أقمصة أعرق الفرق في العالم، بما في ذلك فريقيْ أولمبيك مرسيليا وتشلسي. كانت السنوات الأكثر نجاحًا لدروغبا مع فريق تشيلسي، حيث ارتدى قميص هذا النادي لعدّة مواسم، فاز خلالها أربع مرّات ببطولة الرابطة الانجليزيّة الأولى وبأربعة كؤوس انجليزيّة وبلقب دوري أبطال أوروبا. انضم سنة 2017 كلاعب، ثم كمالك، إلى فريق فونيكس رايزينغ الذي يلعب في اتحاد رابطات كرة القدم، وهو القسم الثاني في أمريكا الشمالية. ساعد النّادي على بلوغ الأدوار النّهائيّة للرابطة قبل تقاعده في نوفمبر 2018.

هذا اللاعب، الذي يعشقه العديد من المشجعين، يخفي وراءه رجلاً جديراً بالاحترام لالتزامه بالقضايا الانسانيّة. قد يتذكر البعض تاريخ الثامن من أكتوبر 2005، عندما تأهّلت الكوت ديفوار، التي مزقتها الحرب، لكأس عالم لأول مرّة في تاريخها. تحدث ديدييه دروغبا على الهواء مباشرة، وحث الجميع على "التعايش واللعب معاً من أجل هدف مشترك. فالدولة التي لديها الكثير من الثروة لا يمكنها أن تستسلم للحرب".

أصرّ دروغبا على التعبير عن قناعاته العميقة من خلال إنشاء مؤسّسة خيرية سنة 2007. وتسعى هذه المؤسسة لإنجاز «عمل مستدام لا يفنى.» واستناداً إلى هذا المبدأ، تنوّعت أعمال مؤسّسته لكنّها حافظت دومًا على أهمية المساهمة في إحلال السلام داخل بلده وفي القارة الإفريقية. من بين المشاريع العديدة التي يقودها، يمكن ذكر بناء مركز العيادات الخارجية للأطفال في أبيدجان، وبناء مدرسة بالشراكة مع نستله في غانيوا، وإنشاء حافلة طبّية مبتكرة «The Heart Mobile» ومخصّصة للكشف عن أمراض القلب والأوعية الدموية في ساحل العاج، ودعم الزراعة المستدامة وغير ذلك من المبادرات. «حظيت، بفضل عملي، بفرصة السّفر إلى كل مكان تقريباً في إفريقيا. أكثر ما أثار دهشتي هو الافتقار إلى الخدمات الصحية والتعليم. يتمثّل هدف المؤسسة في إعطاء السكان الوسائل اللازمة حتّى يتمكّنوا من تحقيق استقلاليّتهم، وهو جانب تنموي مهمّ بالنسبة للمجتمع.» فلا غرابة إذًا أن يشغل ديدييه دروغبا أيضًا منصب نائب رئيس المنظمة الخيرية "سلام ورياضة" عند اعتزاله.