تصنيع

نحن نعتمد على مزوّدينا وشركائنا، شأنُنَا في ذلك شأن فريق الفورمولا 1، ماكلارين على سبيل المثال. نحن نوظف أفضل المتخصصين في هذا المجال حتّى يكون كل جانب يقدّمونه لنا، أفضل ما يزخر به قطاع صناعة الساعات.



لقد بلغ معدل التّصنيع داخل مقرّ العلامة التّجاريّة 80٪، وهو ما يمكن اعتباره إنجازاً فعليّاً، إذ لم يتوقع أحد أن يتجاوز هذا الحدّ، على الرغم أنّ الاستثمارات الضخمة أو المقرّات الضروريّة لذلك لم تكن عوامل مقيّدة. نحن نعتمد على خبرة ثلّة من مختلف المتخصّصين، شأننا في ذلك شأن فرق الفورمولا 1 وغيرها من العلامات التجارية لسباقات السيارات، إذ يتطلب الحجم الدقيق للمواد المنتجة دقة ومهارة لا يتم اكتسابها وشحذها إلى الكمال إلّا من خلال سنوات من الخبرة. يتم اختيار موردينا وفقاً لقدرتهم الإنتاجية، على حسب احتياجاتنا الكمية والنوعية. تتمتع صناعة الساعات السويسرية بالقدرة على إنتاج أجزاء ذات جودة استثنائية وفقاً للطرق الصناعية، وبطاقم من الموظّفين الذين يحبون حرفتهم.



هدفنا هو العمل مع الشركات التي تشترك في هذه الفلسفة مع ضمان فترات زمنية جيدة لإنجاز العمل.

المكننة

لا تبدأ مرحلة التصنيع إلّا بعد أن يتم تحديد جميع التفاصيل التي يمكن تصوّرها لنموذج ما. لكن يجب ترميز كل جزء أو قطعة قبل الإنتاج، وذلك لنتمكّن من إعادة نسخها، بما فيها من أبعاد، بشكل دقيق. يمكن تحويل هذه المعلومات إلى الآلات التي تتكفّل بإنتاج كل قطعة منها. إنها عملية جافة، تقنيّة ومليئة بالتحديات.

على سبيل المثال، يتطلّب القيام بالهيكلة العظميّة لصفيحة ارتكاز عيار RM 67-02، ساعتين من المكننة على أدنى تقدير. لكنّ ذلك يتطلّب بدوره برمجة وضبطاً لتلك الآلات المتخصّصة يدومان مئات الساعات.

عملاً بالتّقاليد المتّبعة في منذ قرون في مجال صناعة السّاعات، فإن التّشطيب اليدوي لكل ساعة يجعلها تحظى برعاية شخصية يتمّ تكريسها لأدق التفاصيل، لتصبح بذلك قطعة فريدة من نوعها. تُمثِّل عمليات التشطيب التي لا يمكن حصر معالمها، فنّاً ذا جوهر حديث العهد. ويرمز هذا الفنّ المخفي في قلب الساعة وعلبتها إلى علامتي التميّز والجودة في صناعة الساعات الراقية.



لقد تمّ تصميم العديد من أجزاء العلامة التّجاريّة لريتشارد ميل بطريقة يدويّة، على غرار البراغي والجسور وأقفاص التوربيون وأغطية اسطوانات الحركة والنوابض والعقارب، والعديد من الأجزاء الأخرى بما فيها علبة السّاعة. إنّ نوعيّة التشطيب هي ما يحدد بالضبط السمات الأساسية التي تميز صناعة الساعات المتميزة عن غيرها، بما في ذلك من تفاصيل تتجلّى من خلالها فوراً للعين الخبيرة كل تقنية استخدمت لإنجازها.

يشبه ذلك  مستويات التشطيب المطبّقة على السيّارات الرياضية عالية الجودة، إذ تستوجب اللّمسات الأخيرة لبعض القطع حرفة عالية، في حين يتطلّب البعض الآخر مكننة مثاليّة لإبراز خصائصها على المستويات البصري والحسّي والتقني. يمكن إيجاد مزيج من مختلف هذه الأساليب في كل ساعة. هناك بعض الأجزاء، مثل مكونات الكربونTPT® أو الصفائح المصنوعة من ألياف الكربون النانوية، يتمّ تصنيعها آليّاً بشكل مثالي وبتشطيب يتفوّق بقدر كبير على أكثر الحرفيين مهارة. يمنح الصقل والتلميع قطعاً أخرى، على غرار الجسر المصنوع بمادّة أيه.آر.كيه.أيه.بيه. (ARCAP ® معادن غير القابلة للتآكل)، تبايناً جليّاً، وهي عملية يدويّة مضنية.



هناك جوانب أخرى لعمليّة التشطيب لها تأثير في خصائص السّاعة المتعلّقة بضبط الوقت. فعلى سبيل المثال، يجب التحلّي باليقظة عند التشطيب اليدوي لأسنان جميع العجلات بهدف تقليل الاحتكاك والتآكل، ولو أنّه من غير المحتمل أن يتجلّى ذلك العمل لصاحب الساعة. يُعد العمل المنجز في هذه المرحلة، أي بعد إنتاج جزء ما، أحد أكثر الأعمال استهلاكاً للوقت، سواء تعلّق ذاك العمل بمرحلة مَكْنَنَة خاصّة أو منفصلةّ، أو بصنع مجموعة متنوّعة من الأدوات اليدويّة التي يتم استخدامها بشكل دقيق من قبل خبراء مؤهلين.

علبة صُنْعُهَا صَعْبٌ للغاية

بالإضافة إلى التحدي التقني الذي تمثله عياراتنا، فإن العلب التي تحميها تستجيب لأكثر المعايير صرامة. كما تحظى اليوم بنفس درجة الرضا التي لاقتها عند شرائها. مهما كانت المواد التي يتمّ تصنيعها منها - تيتانيوم أو ذهب أو مركب الكربون أو كربون التي. بي. تي. ®TPT أو ياقوت وغير ذلك – فإن عمليّة إنتاج علبة ريتشارد ميل تنطوي على صعوبات جوهريّة بسبب شكلها وهيئتها.



إن المظهر المنحني لكل ساعة من ساعات ريتشارد ميل يجعل تلك الساعات مريحة بشكل استثنائي لجميع قياسات المعاصم. بَيْدَ أنّ إعداد هذا الانحناء المُتعمَّد يستهلك الكثير من الوقت في كل مرحلة من مراحل الإنتاج: ما قبل الإنتاج والإنتاج والتشطيب. وعلاوة عن ذلك، يتمّ وضع معايير صارمة بشكل استثنائي عند القيام بمراقبة الجودة النهائية. قد تستغرق مرحلة تصنيع العلبة عِدّة أشهر ويمكن أن تتطلّب القيام بمئات العمليّات.

بسبب ذلك التعقيد وتلك الصرامة، فإنّ خبراء صناعة السّاعات السويسرية يعتبرون أن عُلَبَ ساعات ريتشارد ميل هي أكثر عُلَبِ السّاعات تعقيدًا في هذا المجال من الصناعة.